التربة المالحة والقلوية وتصنيفاتها

التربة المالحة والقلوية وتصنيفاتها. معالجة ملوحة التربة / علاج ملوحة التربة/ جبس زراعي في الإمارت

التربة المالحة والقلوية وتصنيفاتها

المشكلة الأساسية في التربة القلوية هو أن بنيتها سيئة وسامة بسبب نسبة الصوديوم العالية فيها. وأول خطوة في سبيل إصلاح هذا النوع من التربة هو استبدال الصوديوم بالكالسيوم. الأمر الذي يتم من خلال إضافة مقادير كالسيوم كبيرة إليها، على شكل ذرات دقيقةمن كبريتات الكالسيوم، بمعدل أطنان في الهكتارالواحد. وكلما كانت ذرات كبريتات الكالسيوم أدق أكثر، وممتزجة بالتربة أكثر، كلما كانت البديل الأنسب والأفضل. حيث وبعد أن يتم إصلاح بنية التربة وزيادة نفاذيتها، إثر إضافة الكالسيوم، يجري غسلها كما هو حال التربة المالحة.

تصنف التربة بشكل عام إلى عدة أنواع بناءً على خصائصها ومكوناتها الرئيسية، ومن بين هذه التصنيفات.

1. التربة المالحة: وهي التربة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح المعدنية، مما يجعلها غير صالحة للزراعة. ويمكن معالجة هذا النوع من التربة بغسلها باستخدام الماء النقي للتخلص من الأملاح الزائدة.

2. التربة القلوية: وهي التربة التي تحتوي على نسبة عالية من القلويات. مما يجعلها غير صالحة للزراعة بسبب تأثيرها السلبي على نمو النباتات. ويمكن معالجة هذا النوع من التربة بإضافة مواد تساعد على تخفيض نسبة القلويات، مثل الكبريتات الحديدية والحمضيات.

3. التربة الحمضية: وهي التربة التي تحتوي على نسبة عالية من الحموضة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة. ويمكن معالجة هذا النوع من التربة بإضافة مواد تساعد على تحسين درجة الحموضة، مثل الجير الحيوي والجير الزراعي.

يجب مراعاة خصائص التربة ومكوناتها الرئيسية عند تحديد الطريقة المناسبة لإصلاحها. ويمكن الاستعانة بخبراء الزراعة لتحديد الطريقة المناسبة لإصلاح التربة وجعلها صالحة للزراعة.

تصنيف التربة من منطلق قابليتها الزراعية

يعتبر تصنيف التربة من حيث قابليتها الزراعية أمرًا أساسيًا لفهم مدى ملاءمة التربة لزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل. يعتمد هذا التصنيف على عوامل متعددة، من بينها مستوى ملوحة التربة، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد القدرة على دعم نمو النباتات بشكل طبيعي. الملوحة في التربة تتأثر بعدة عوامل منها كمية الأملاح المذابة في المياه الجوفية، نوعية الري المستخدم، وتراكم الأملاح نتيجة بعض الممارسات الزراعية غير السليمة. وفقًا لذلك، يتم تصنيف التربة إلى عدة مستويات بناءً على تأثير الملوحة على نمو النباتات.

المستوى صفر: التربة الخالية من الأملاح

يتم تصنيف التربة في هذا المستوى على أنها خالية من الملوحة أو الأملاح الذائبة، مما يجعلها مثالية للزراعة. لا توجد أي قيود على نمو النباتات في هذه التربة، حيث تكون العناصر الغذائية متاحة للنباتات بشكل كافٍ. يمكن لأي نوع من النباتات النمو هنا بسهولة وبشكل صحي، سواء كانت نباتات حساسة أو مقاومة للملوحة. تعتبر التربة في هذا المستوى الأكثر ملاءمة للإنتاج الزراعي المكثف.

في هذا النوع من التربة، يُسمح للنباتات بأن تنمو بشكل طبيعي، ويُتوقع أن يكون المحصول عالي الجودة وكفاءة استخدام العناصر الغذائية عالية، مما يجعل هذه التربة مثالية للزراعة التجارية.

المستوى 1: تأثير الملوحة على النباتات الحساسة

تحتوي التربة في هذا المستوى على نسبة معينة من الأملاح، وهي كافية لتؤثر على نمو النباتات الحساسة للملوحة، مثل بعض أنواع الفاكهة والخضروات. ومع ذلك، لا تؤثر الملوحة في هذه التربة بشكل كبير على النباتات التي تتحمل الملوحة، مثل بعض الأنواع الصحراوية أو النباتات الساحلية. النباتات المتحملة للملوحة تتمتع بقدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية، بما في ذلك مستويات الملوحة المرتفعة، لذلك يمكنها أن تنمو في هذه التربة دون مشاكل كبيرة.

في هذا المستوى، من المهم مراقبة مستويات الأملاح في التربة بعناية لتجنب تأثيرات سلبية على النباتات الحساسة. يمكن تقليل التأثيرات السلبية للملوحة من خلال تحسين إدارة الري واستخدام تقنيات زراعية خاصة تساعد في تحسين نوعية التربة.

المستوى 2: تربة تحتوي على ملوحة تحد من النمو الطبيعي

في هذا المستوى، تحتوي التربة على مستويات ملوحة عالية بما يكفي لتؤثر على النمو الطبيعي لجميع أنواع النباتات. هذا يعني أن التربة تكون مشبعة بالأملاح التي تعيق قدرة الجذور على امتصاص المياه والعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى انخفاض في نمو النباتات وأحيانًا موتها. تشمل الأملاح المذابة في هذه التربة أملاح الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم، التي قد تسبب في تدهور بنية التربة.

لتجاوز هذه المشكلة، قد يحتاج المزارعون إلى تطبيق تقنيات ري معينة، مثل الري بالغمر أو استخدام مياه الري منخفضة الملوحة، لتقليل تراكم الأملاح في التربة. قد يكون من الضروري أيضًا تحسين تهوية التربة أو إضافة مواد عضوية لتقليل تأثير الأملاح على صحة التربة.

المستوى 3: ملوحة عالية جداً تؤثر على معظم النباتات

تربة المستوى 3 تحتوي على مستويات ملوحة عالية للغاية لدرجة أن معظم النباتات لا يمكنها الصمود أو النمو في هذه الظروف. فقط النباتات التي تتحمل الملوحة بشكل استثنائي، مثل نباتات البحر أو النباتات الصحراوية القادرة على التكيف مع هذه البيئة القاسية، يمكن أن تنمو في هذه التربة. النباتات المتحملة للملوحة تمتاز بقدرتها على التكيف مع تراكيز عالية من الأملاح في التربة، حيث يمكنها امتصاص المياه بكفاءة من المحلول التربوي المالح.

لإصلاح تربة المستوى 3، غالبًا ما يتم اللجوء إلى استراتيجيات مكثفة، مثل غسيل التربة باستخدام كميات كبيرة من المياه للتخلص من تراكم الأملاح، أو إضافة مواد مثل الجبس الزراعي للمساعدة في تعديل الخصائص الكيميائية للتربة. يمكن أيضًا استخدام تقنيات الري المحسّنة للحفاظ على التوازن الملحي في التربة.

ملاحظة هامة: قياس درجة الملوحة ودرجة pH في التربة

لقياس درجة ملوحة التربة، يتم استخدام مقياس الناقلية الكهربائية (Electrical Conductivity – E.C)، وهو مقياس يستخدم لتحديد تركيز الأملاح المذابة في محلول التربة. كلما ارتفعت قيم الناقلية الكهربائية، كانت التربة أكثر ملوحة. في التربة القلوية والمالحة، يجب أيضًا قياس الـ pH بشكل دوري. يعتبر الـ pH من المؤشرات الرئيسية لحالة التربة، حيث يحدد ما إذا كانت التربة حمضية أو قلوية.

التربة التي تحتوي على pH مرتفع (أعلى من 9) قد تشير إلى ارتفاع نسبة الصوديوم القابل للاستبدال، وهو ما يعني أن هناك حاجة لتقنيات خاصة للتعامل مع مثل هذه التربة. هذه التقنيات تشمل استخدام مواد معينة لتعديل الـ pH مثل الجبس الزراعي، الذي يساعد في تقليل تأثيرات الصوديوم على التربة.

الخلاصة

يعد تصنيف التربة من حيث قابليتها الزراعية أمرًا بالغ الأهمية للمزارعين الذين يسعون لتحقيق أفضل النتائج في زراعتهم. من خلال فهم مستوى ملوحة التربة ودرجة الـ pH، يمكن اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تحسين نوعية التربة وتحديد المحاصيل التي يمكن زراعتها بنجاح. كما أن متابعة مستوى الملوحة واستخدام تقنيات الري والتسميد المناسبة يمكن أن يساعد في تحسين خصوبة التربة وضمان نمو النباتات بشكل صحي ومثمر.

Facebook
WhatsApp
Telegram
LinkedIn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WeCreativez WhatsApp Support
مرحباً، كيف يمكنني المساعدة؟