استخدام الجبس و ري الأراضي

استخدام الجبس في الحالات التي تستخدم فيها المياه المالحة والقلوية لري الأراضي. جبس زراعي في الإمارت

استخدام الجبس و ري الأراضي مع المياه المالحة والقلوية

استخدام الجبس في الحالات التي تستخدم فيها المياه المالحة والقلوية لري الأراضي

تُعد مشكلة تدهور جودة التربة إحدى التحديات الكبرى التي تواجه الزراعة في المناطق التي تعتمد على المياه المالحة والقلوية لري الأراضي الزراعية. تؤدي هذه الممارسات، على مر السنين، إلى تدهور خواص التربة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة. من هذا المنطلق، برزت الحاجة إلى استخدام الجبس كأحد الحلول المبتكرة والفعّالة لتحسين التربة ومنع انخفاض جودتها نتيجة الري بهذه المياه.

أثر المياه المالحة والقلوية على التربة

تتسبب المياه المالحة والقلوية في تأثيرات سلبية على التربة. فعندما تُستخدم هذه المياه لفترة طويلة، تؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة، مما يقلل من خصوبتها ويؤدي إلى صعوبة امتصاص النباتات للعناصر الغذائية الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، تُسبب القلوية العالية زيادة في نسبة الصوديوم على حساب الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يؤدي إلى تصلب التربة وانخفاض قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر المغذية.

وفي هذا السياق، يُعتبر استخدام الجبس حلاً واعدًا لمواجهة هذه المشكلات. يعمل الجبس كمصدر للكالسيوم والكبريت، مما يساعد على تحسين بنية التربة وتقليل تأثير الصوديوم الضار فيها.

دراسات حول تأثير الجبس في التربة المالحة والقلوية

في عام 2019، أُجريت دراسة مهمة لتقييم تأثير استخدام الجبس على تحسين جودة التربة التي تروى بالمياه المالحة والقلوية. استخدم الباحثون مياهًا ذات ملوحة تبلغ 3.5 ديسي سيمنز/متر (وحدة قياس التوصيل الكهربائي)، مع درجة حموضة (pH) تساوي 9.3، ونسبة امتصاص الصوديوم (SAR) تبلغ 83. تم تطبيق كميات مختلفة من الجبس بمعدل 20 و40 طنًا لكل هكتار لمعالجة التربة.

أظهرت النتائج أن إضافة الجبس ساهمت بشكل كبير في تحسين قلوية التربة، حيث انخفض تأثير القلوية العالية للمياه على التربة إلى مستويات مقبولة. وبذلك، أثبتت الدراسة أن استخدام الجبس يُمكن أن يكون أداة فعّالة للحد من الأضرار الناتجة عن الري بالمياه القلوية.

تأثير الجبس على زراعة الطماطم في التربة المالحة

في دراسة أخرى، تم تقييم تأثير الجبس على التربة المالحة من خلال زراعة الطماطم كمحصول تجريبي. استُخدم الجبس منفردًا، والسماد الطبيعي منفردًا، ومزيج من الجبس والسماد الطبيعي لمعالجة التربة. أظهرت النتائج أن استخدام الجبس بمفرده، أو بالتزامن مع السماد الطبيعي، أدى إلى تحسين نمو المحاصيل وزيادة حجمها ووزنها مقارنة بالتربة غير المعالجة.

الأهم من ذلك، أظهرت الدراسة أن استخدام الجبس ساعد في تقليل معدلات الإصابة بعفن نهاية الثمار، وهي مشكلة ناجمة عن نقص الكالسيوم في التربة. وأوضحت النتائج أن الجمع بين الجبس والسماد الطبيعي أدى إلى تحسين مستويات الكالسيوم في التربة، مما ساعد في القضاء على هذه المشكلة. في المقابل، عند استخدام مياه مالحة دون معالجة، وصلت نسبة الإصابة بعفن نهاية الثمار إلى أكثر من 40% من المحصول. هذه النتيجة تُظهر أهمية الجبس في تحسين توازن العناصر الغذائية في التربة، حتى في ظل استخدام المياه المالحة.

الآليات التي يعمل بها الجبس لتحسين التربة

يُعتبر الجبس مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والكبريت، وهما عنصران ضروريان لتحسين خصائص التربة. عندما يُضاف الجبس إلى التربة المالحة أو القلوية، فإنه يعمل على:

  1. تقليل نسبة الصوديوم: الجبس يساعد في استبدال الصوديوم الزائد بالكالسيوم، مما يحسن من بنية التربة ويُعيد توازنها الكيميائي.
  2. تحسين نفاذية التربة: يعمل الجبس على تقليل تصلب التربة، مما يزيد من قدرتها على امتصاص الماء والعناصر الغذائية.
  3. زيادة الكالسيوم في التربة: يُساعد ذلك في تحسين نمو المحاصيل، خاصة في التربة التي تعاني من نقص الكالسيوم.
  4. خفض ملوحة التربة: من خلال تقليل تراكم الأملاح الضارة، يساعد الجبس على جعل التربة أكثر خصوبة وملائمة للنباتات.

الجمع بين الجبس والسماد الطبيعي

أثبتت الدراسات أن استخدام الجبس بالتزامن مع السماد الطبيعي يحقق نتائج أفضل مقارنة باستخدام أي منهما منفردًا. يعمل السماد الطبيعي على تحسين النشاط البيولوجي في التربة، بينما يعالج الجبس التوازن الكيميائي. هذه المزاوجة تؤدي إلى تحسين شامل لجودة التربة، مما ينعكس إيجابًا على نمو المحاصيل وإنتاجيتها.

الخلاصة

إن ري الأراضي الزراعية بالمياه المالحة والقلوية يُعد تحديًا كبيرًا يهدد جودة التربة واستدامة الإنتاج الزراعي. ومع ذلك، يُعتبر استخدام الجبس حلاً عمليًا وفعّالًا لمعالجة هذه المشكلة. من خلال تحسين بنية التربة، وتقليل تأثير الصوديوم، وزيادة الكالسيوم، يمكن للجبس أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على خصوبة التربة حتى عند استخدام مياه الري غير المثالية.

تشير الدراسات إلى أن استخدام الجبس، سواء بمفرده أو مع السماد الطبيعي، لا يساهم فقط في تحسين التربة، بل يُساعد أيضًا في تقليل الأمراض المرتبطة بنقص الكالسيوم في المحاصيل. لذلك، يُوصى المزارعون باستخدام هذه التقنية لضمان استدامة إنتاجهم الزراعي في مواجهة التحديات المرتبطة بنوعية مياه الري.

Ever-Bright table/ جبس زراعي في الإمارت

SW = تأثير الري بالمياه المالحة في معالجات التحكم (بدون الري بالمياه المالحة)

SW+C = معالجة الري بالمياه المالحة مع إضافة السماد الطبيعي

SW+G = معالجة الري بالمياه المالحة مع إضافة السماد الجبس

SW+G+C = إضافة الجبس مع السماد الطبيعي

 

Facebook
WhatsApp
Telegram
LinkedIn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

WeCreativez WhatsApp Support
مرحباً، كيف يمكنني المساعدة؟